المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة يعلن التحدي قبل مواجهة أمريكا في ربع نهائي كأس العالم للشباب

 


أبدى لاعبو المنتخب المغربي تحت 20 سنة جاهزيتهم الكاملة لخوض المباراة المرتقبة أمام منتخب الولايات المتحدة الأمريكية، ضمن ربع نهائي كأس العالم للشباب، مؤكدين أنهم يدخلون المواجهة بثقة كبيرة، ورغبة في مواصلة كتابة التاريخ، بعدما قدموا أداءً مميزًا في الأدوار السابقة، نالوا به إشادة الجماهير والمحللين على حد سواء.

استعداد بدني ومعنوي قوي

منذ وصول بعثة المنتخب المغربي إلى المدينة التي ستحتضن اللقاء، بدا واضحًا أن الأجواء داخل المجموعة تسودها الروح القتالية والانضباط العالي. اللاعبون يعيشون حالة تركيز قصوى، حيث يخوضون حصصًا تدريبية مغلقة، تحت إشراف الطاقم الفني بقيادة المدرب الوطني، الذي حرص على وضع اللمسات الأخيرة من حيث التنظيم الدفاعي والفعالية الهجومية.

وأكدت مصادر مقربة من المنتخب أن اللاعبين يعيشون أجواء إيجابية جدًا داخل المعسكر، بفضل العلاقة القوية التي تجمعهم بالمدرب وباقي أعضاء الطاقم، الذين يسهرون على راحتهم النفسية والبدنية، ويحرصون على أن يكون الفريق في أتم الجاهزية يوم المباراة.

الزابيري: “لا نخاف أحدًا.. وهدفنا إسعاد الجماهير”

وفي تصريحات صحفية، قال اللاعب ياسين الزابيري بثقة كبيرة:

“نحن لسنا خائفين من هذه المباراة، فقد لعبنا ضدهم من قبل، ونعرف طريقة لعبهم جيدًا. لدينا تجربة كافية للتعامل مع أسلوبهم، ونحن جاهزون للتحدي”.

وأضاف قائلاً:

“نحن لا نهاب أي منتخب، ولدينا طاقم فني جيد يسهر على راحتنا ويجهزنا نفسيًا وبدنيًا. نأمل أن نسعد جماهيرنا وعائلاتنا، ونقدم مباراة تليق باسم المغرب”.

تصريحات الزابيري تعكس العزيمة الكبيرة التي تسكن نفوس لاعبي “أشبال الأطلس”، الذين يسعون لبلوغ نصف النهائي لأول مرة في تاريخ مشاركات المنتخب المغربي في هذه الفئة.

باعوف: “مباراة صعبة للطرفين.. وسنقاتل حتى النهاية”

من جانبه، أكد اللاعب إسماعيل باعوف أن المباراة لن تكون سهلة، معتبرًا أن المواجهة أمام المنتخب الأمريكي تتطلب تركيزًا عاليًا وانضباطًا تكتيكيًا كبيرًا.

وقال باعوف:

“إنها مواجهة قوية، في اعتقادي ستكون مباراة صعبة علينا كما هي صعبة عليهم. علينا أن نحافظ على تماسكنا الدفاعي، وأن نكون فعالين هجوميًا أيضًا. أعتقد أنها ستكون مباراة متكافئة إلى حدّ ما، وسنقاتل حتى آخر لحظة لتحقيق التأهل”.

تصريحات باعوف تُظهر النضج التكتيكي الذي يتمتع به لاعبو الجيل الجديد، الذين باتوا يدركون أهمية التفاصيل الصغيرة في مباريات الإقصاء المباشر، حيث الخطأ الواحد قد يكون كافيًا لقلب الموازين.

رحلة التأهل.. من دور المجموعات إلى ربع النهائي

المنتخب المغربي قدم مشوارًا مميزًا في هذه البطولة العالمية، حيث تأهل إلى ربع النهائي بعد سلسلة من النتائج الإيجابية، أبرزها الفوز على منتخبات قوية في دور المجموعات، بفضل الأداء الجماعي والروح العالية التي تميز بها اللاعبون.

اعتمد المدرب الوطني على أسلوب لعب متوازن يجمع بين الصلابة الدفاعية والسرعة في التحول الهجومي، مستفيدًا من مهارات اللاعبين الشبان الذين أبانوا عن مستوى تقني رفيع، وقدرة على تنفيذ التعليمات بدقة كبيرة.

وفي الدور ثمن النهائي، تمكن “الأشبال” من تحقيق فوز مستحق أمام خصم صعب، بعد مباراة مثيرة أظهرت شخصية الفريق المغربي القوية، خاصة في الأوقات الحاسمة.

خطة المدرب: الانضباط أولاً ثم الهجوم الذكي

الطاقم الفني للمنتخب المغربي يدرك جيدًا قوة المنتخب الأمريكي، المعروف بسرعته الكبيرة في الانتقال من الدفاع إلى الهجوم، لذلك ركّز المدرب في الحصص الأخيرة على كيفية إغلاق المساحات والضغط المنظم في وسط الميدان، مع الاعتماد على المرتدات السريعة لاستغلال المساحات خلف الدفاع الأمريكي.

المدرب شدّد على ضرورة عدم التسرع في بناء الهجمات، وتجنب الأخطاء الفردية، مؤكدًا أن اللعب الجماعي والانضباط هو مفتاح النجاح في مثل هذه المباريات الكبيرة.

دعم جماهيري واسع

الجماهير المغربية، سواء داخل الوطن أو خارجه، تتابع بشغف كبير مسار المنتخب الشاب، حيث امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي برسائل الدعم والتشجيع. العديد من النجوم المغاربة الكبار، سواء من المحترفين أو السابقين، وجهوا كلمات تحفيزية للاعبين، مؤكدين أنهم يمثلون مستقبل الكرة المغربية.

كما يُنتظر أن يحضر عدد مهم من الجالية المغربية المقيمة في البلد المنظم، لتشجيع اللاعبين من المدرجات، ورفع الأعلام المغربية في أجواء حماسية.

منافس عنيد ولكن قابل للهزم

منتخب الولايات المتحدة الأمريكية، الذي يُعد من أقوى المنتخبات في فئته السنية، يعتمد على أسلوب يعتمد على اللياقة البدنية العالية والتمريرات السريعة. لكنه في المقابل، يُظهر بعض الثغرات الدفاعية التي يمكن للمنتخب المغربي استغلالها، خصوصًا عبر الأجنحة والكرات الثابتة.

المحللون الرياضيون يرون أن المنتخب المغربي يمتلك الإمكانيات لتجاوز هذه العقبة، إذا لعب بنفس الانضباط الذي ظهر به في المباريات السابقة، واستغل أنصاف الفرص المتاحة.

موعد اللقاء

تُجرى مباراة المنتخب المغربي أمام نظيره الأمريكي يوم الأحد على الساعة التاسعة مساءً (21:00 بتوقيت غرينيتش +1)، في لقاء يُتوقع أن يكون مثيرًا ومفتوحًا على كل الاحتمالات.

الجماهير المغربية تنتظر هذه المواجهة بفارغ الصبر، وهي تأمل أن يواصل “أشبال الأطلس” مشوارهم المميز نحو المربع الذهبي، وأن يكتبوا صفحة جديدة من المجد الكروي باسم المغرب.

هدف واحد.. رفع الراية المغربية عاليًا

رغم صعوبة المهمة، إلا أن الإصرار الذي يظهره اللاعبون يوحي بأن المنتخب المغربي قادر على الذهاب بعيدًا في هذه البطولة. فجيل اليوم لا يخاف من الأسماء الكبيرة، بل يؤمن بقدراته وبالعمل الجماعي الذي يجمعه.

ويبدو أن روح “الأسود” تسكن هؤلاء الشبان، الذين يسعون لإثبات أن كرة القدم المغربية تسير في الاتجاه الصحيح، بفضل سياسة تكوين ناجحة ورؤية طموحة من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي وفرت كل الإمكانيات لهذه الفئة.